الأسماء الحسنى والحاجات

بسم الله هل من الأفضل إتخاذ إسم يتناسب مع الحاجة ؟ أقول وبالله التوفيق إن أسماء الله الحسنى وإن تعددت وتنوعت ما هي إلا إسم واحد تدل على إله ورب واحد "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" فإتخاذ إسم يتناسب مع الحاجة إختيار صائب ولكن أسير للعقل بما يظنه صواب وإذا أخذنا على سبيل المثال الرزاق لتحصيل الرزق فالرزاق يظهر لمن يريد أن يسترزق الله أقرب لحاجته من غيره ولكن قد لا يكون مشكلته أنه يعاني من إنقطاع الرزق فلا ينقطع الرزق إلا بموت الإنسان ولكن يعاني من قلة حركته وحيلته وعجزه فلا بد له من أن يذكر ما ينفي عنه العجز والكسل ويشد عضده للسعي ويرشده إلى كيفية تحصيل ذلك وطريقته فيلائمه مثلا القوي أو القادر أو الهادي الرشيد لقول الله عز وجل " الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز" فقد ذكر في الرزق أربعة أسماء لكل منها دلالته ومعناه في من ينزل الرزق الله و لطيف وقوي وعزيز فالله رزاق واللطيف رزاق والقوي رزاق والعزيز كذلك أو يكون سبب قلة رزقه ذنب أصابه فضيق عليه فيه غضب الله فيناسبه الغفار والغفور والعفو مثلا أو يعاني من سد الأبواب في وجهه فينبغي له ذكر الفتاح ومن يريد الإطلاع على أشياء معينه يظهر له أن الخبير هو من يصلح للوصول إلى مأربه ولكن الخبير يكون عن معرفة وإطلاع وحكمة فقد تكون المشكلة ليست في تلقى ما يراد معرفته ولكن المشكلة في عدم قدرته على التصرف بها وحسن إستعمالها فقد يرى الإنسان منا ما أو يقظة ما سيحدث ولكن يقف عاجزا أمم التصرف بما يعرف كالسعي لتحصيل نفع أو دفع ضرر أو يتعلم الإنسان صنعة من كتاب فهل يمكنه أن يقوم بها على أحسن وجه كالذي مارسها وقضى عمرا فيها فقد قرن الخبير في القرءان باللطيف واللطيف هو الذي لا تدرك أفعاله ولا ترى لشدة خفائها ولا يتفطن له من حيث يأتي فالخبير يحتاج إلى اللطيف والباطن للولوج في الأشياء و الغوص في باطنها لكشف ما تخفيه كي يعطي كل شيء حقه ويضعه في موضعه ليصبح خبيرا حقا ومن يرد المحبة حقا إن الودود هو الوصفة السحرية لهذا ولكن الود حالة تحتاج لما يقيمها ويتعهدها حتى لا تزول ولا تحول وقد يوجد للإنسان بغض شديد ممن حوله وذاك لا ريب أنه من الله بسبب معصية أو خطيئة حل به نتاجها فالتواب يكون مناسبا في هذه الحالة جالبا للمحبة المطلوبة أو الهادى.
ولقد إسترسلت في هذا ليتبين أنه من ذكر إسما واحدا وإقتصر عليه دون غيره فقد فوت على نفسه خيرا كثيرا وجانب الصواب من حيث الإقبال على الله فلا يعرف منه إلا ما ظهر له من خلال ذاك الإسم المذكور دون تذوق بقية الأسماء والإطلاع على نفحاتها فكل إسم هو الأسماء كلها و تبقي الصفة الظاهر ة والمسيطرة عليه فالجبار مثلا الظاهر عليه الجبروت ولكنه يجبر ما كسر( بإرجاعه إلى فطرته فيتجلى عليم حكيم قادر...) ويجبر من تعنت ( إما بفجور فهنا يتجلى المنتقم الضار المانع في مظهر الجبار أو بتقوى فيتجلى المومن المهيمن الغفار) ويجمع بجبره ما تفرق وتشتت ( بالتأليف والتوفيق والود فيتجلى الودود الجامع بمظهر الجبار) فالذاكر لله بأسمائه ينبغي حسب ما فتحه الله لي حاله كحال الحل المرتحل ما إن يسترسل في إسم حتى ينتقل إلى أخر ولا يكون هذا إلا عن علم فهي جامعة لكل من يرد أن يعرف الله حق المعرفة.
وهذا غيض من فيض أسال الله أني أكون قد وفقت في نفعكم بهذا وكشفت لكم ما غفل عنه كثير

اشكرك علي العلم وتوضيح

زائر

زائر

موضوع رائع